الكلام هو استخدام الكلمات, واستعمالها للتعبير عما يجيش بالنفس, من رغبات وتطلعات.
يعتبر الكلام أحد الوسائل التي يستدل بها على مستوى التطور عند الطفل, وذلك بتحديد السن الذي بدأ فيه الطفل استعمال الكلمات , وكذلك السن الذي بدأ فيه عملية الربط بين الكلمات مكونا جملا مفيدة.
وأود الإشارة أن التطور المبكر للكلام لدى الطفل أحد دلالات الذكاء لديه, بل من أقواها, لأن الكلام عملية معقدة وتعكس مقدرة الطفل على محاكاة ما يسمعه من المحيط الخارجي من جهة, ومن مقدرته على فهم معاني مايقال له, والتعبير طبقا لذلك الفهم.
هناك مشاكل كثيرة في الكلام لدى الأطفال, منها تأخر الكلام, أو وجود اضطرابات في النطق كالعي والتلعثم وعسر النطق, ويمثل ذلك قلقا للأبوين عند مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين.
إن التأخر في التطور اللغوي لدى الطفل يعتبر أكثر شيوعا من التأخر في اكتساب المهارات الأخرى كالمشي والجلوس, أو المهارات الدقيقة كاللعب بالأشياء أو الإشارة إليها.
كما يعتبر تقييم المهارات اللغوية لدى الطفل أكثر صعوبة من تقييم المهارات الأخرى لديه, بسبب أن الكثير من الأطفال يرفضون الكلام في العيادة.
إن اللغة تتضمن جوانب استقبالية وجوانب تعبيرية. تعكس الجوانب الاستقبالية المقدرة على فهم اللغة, بينما تعكس المقدرة التعبيرية المقدرة على تكوين الأفكار ونقلها إلى الآخرين بشكل مفهوم ومعروف.
ونظرا لما يمثله هذا الجانب من أهمية سأحاول التعرض إلى بعض النقاط الهامة في هذا الشأن, وسأبدأ بمراحل تطور الكلام لدى الطفل السليم.
يمكننا تقسيم النمو اللغوي لدى الطفل - خلال السنتين الأوليتين من العمر إلى ثلاثة مراحل :
- مرحلة ما قبل الكلام.
- مرحلة تسمية الأشياء.
- مرحلة تركيب الكلمات وربطها ببعضها.
أولا : مرحلة ماقبل الكلام :
تمتد مرحلة ما قبل الكلام Prespeech period من الولادة إلى الشهر العاشر من العمر.
أود التأكيد أن المقدرة السمعية عند الطفل تبدأ خلال أشهر الحمل الأخيرة وهو في رحم الأم، فيستطيع بذلك بعد الولادة أن يميز صوت أمه من بين مجموعة من الأصوات، حيث أن الطفل يصرخ عند سماع الأصوات المفاجئة، بينما يبدي استمتاعا بسماع الأصوات المألوفة لديه، فنلاحظ انتباهه إلى صوت الأم برغم سماعه الكثير من الأصوات الأخرى.
ويمتلك الطفل في هذه السن مقدرة على تحديد جهة الصوت, والتي تنمو بنموه, فالأطفال في الأشهر الأولى لحياتهم يتنغمون بالاستماع إلى الأصوات، ثم يبدأون بالانتباه إلى الكلمات والتفكير بها قبل أن يستخدموها.
تتمثل اللغة التعبيرية في هذه السن بإصدرات أصوات معينة ذات نمط موسيقي, يتخللها نوبات من البكاء عند شعور الطفل بالرغبة في تلبية حاجياته, كالجوع مثلا.
يتخذ الأطفال حديثي الولادة من البكاء تعبيرا عن احتياجاتهم وأحاسيسهم، ويأخذ هذا البكاء أشكالا عدة؛ وعلى الرغم من أن بكاء الطفل يمثل قلقا للأم االتي تسارع بإسكات الطفل فإن وجود ظاهرة البكاء من الدلائل التي يتخذها الأطباء أحد المؤشرات على صحة الطفل , لأن البكاء عند الأطفال يدل على أن مركز التنفس وعضلات التنفس والرئتين والحنجرة والحبال الصوتية تعمل بتوافق منتظم؛ هذا وتختلف أنماط ونغمات البكاء بين الأطفال , ولهذا فإن بإمكان الأم أن تميز صوت طفلها بين أصوات الأطفال الآخرين, بدءا بفترة مابعد الولادة.
وخلال الشهر والنصف الأول من عمر الطفل يبدأ بالاستجابة إلى الابتسامة والحديث وعادة ما تكون الابتسامة والحركات السريعة لأطراف الطفل دليلاً على سعادته وطريقة للتعبير عنها.
يبدأ الطفل بإصدار أول ظاهرة للكلام عند نهاية الشهر الثاني تقريبا بإصدار أصوات ذات مقطع واحد مثل ( با , ما , نا ), وفي الشهر الثالث من عمر الورد يبدأ الطفل بتمييز الابتسامة عن الكلام أو الحديث معه فيطلق أصوات المناغاة، وتعتبر هذه الفترة من الفترات الذهبية التي تنتظرها الأم, إذا يتم فيها التواصل بين الطفل والأم بشكل أفضل مما مضى, ويمثل بداية المرحلة التعليمية لتنمية ملكة اللغة لدى الطفل لأن الأطفال في هذا العمر لا يحاولون إصدار الأصوات إلا بالتحدث المباشر إليهم.
للذكاء معانٍ مختلفة منها :
- القدرة على التكيف العقلي لمشكلات الحياة وظروفها الجديدة.
- القدرة على التعليم, ومن أمثلة ذلك : القدرة على اكتساب الخبرات, أو الاستعداد للتعلم والاكتساب بالخبرة, أو القدرة على الاستفادة من الخبرات السابقة في حل المشكلات الجديدة.
- القدرة على التفكير.
- الوظائف السلوكية التي يتصف بها السلوك الذكي, كما ذهب إلى ذلك وكسلر : " القدرة الكلية لدى الفرد على التصرف الهادف, والتفكير المنطقي, والتعامل المجدي مع البيئة ".
- وقال آخرون : "الذكاء هو ماتقيسه اختبارات الذكاء."
وكما تلحظين, فإن هناك اختلافا حول تحديد معنى الذكاء بالدقة.
وهناك مفهوم, يُسمى مفهوم العمر العقلي, والذي يتلخص في قسمة العمر العقلي على العمر الزمني, وضرب الناتج في 100
هناك نظرية تُسمى نظرية العوامل المتعددة, وتتلخص في أنه بالإمكان تحليل الذكاء إلى عوامل أولية هي :
- القدرة العددية.
- الطلاقة اللفظية.
- فهم معاني الألفاظ.
- التذكر.
- العلاقات المكانية.
السرعة الإدراكية.
الاستدلال.
وكما ترين فإن هذا لم تحصر الذكاء في التفوق الدراسي, وإن كان التفوق الدراسي من أجلى دلالات الذكاء.
كذلك لا ننسى عامل البيئة, ولا سيما في البيت, ودوره في تنمية جوانب الذكاء لدى الطفل.
توجد علاقة موجبة بين نسبة الذكاء وبين النجاح الدرلسي, غير أن هذه العلاقات ليست تامة, فهناك بعض الحالات لطلبة حاصلين على نسب ذكاء عالية ولكنهم ليسوا ناجحين في أعمالهم الدراسية بطريقة مرضية, كما أن هناك حالات لطلبة نسبة ذكائهم غير عالية ولكنهم يؤدون أعمالهم الدراسية بنجاح. إن النجاح المدرسي لا يعتمد على الذكاء فقط, بل على القدرات الخاصة وعلى بعض سمات الشخصية مثل المثابرة, وشدة الدافع للإنجاز, والثقة بالنفس, ومستوى الطموح والميول.