صوتُكَ في أذنيَّ يُغمْغمُ كالبحْرِ نديا :
"أحببتُكَ ، فلماذا تُقصيني عنْ بابِكْ ؟
وعشقتُكَ ..
فلماذا لا تذكرُني في زُمرةِ أحبابِكْ ؟
ونقشتُكَ في ذاكرتي ..
فلماذا لا تنقشُني في طيّاتِ ثيابِكْ ؟
*
الآنَ ، تجيءُ الدّهشةُ
في عينيْكَ الموْجِ ، فأغرقُ في أُفْقِ اللحظةِ
مُمتحِناً في نفسي صدْقَ اللهْجةِ
هأنذا أُبصِرُ عُشبَ الرّغبةِ يتمدّدُ
تغمرُني العتْمةُ
إذْ يبزغُ قمرُ الحبِّ
الأحجارُ الصلدةُ / أحزاني تبعُدُ
أفتحُ ذاكرتي ،
أُبصِرُ وجهَكِ يتألَّقُ ،
يُقبِلُ
وجهي مشروخٌ منذُ زمانٍ
أتذكّرُ صمتَكِ
نجلسُ بينَ نباتاتِ الغاباتِ الرّخوةِ
نقرأُ ألوانَ الطَّيْفِ
ونحكي عنْ لغةِ فصولِ الدهشة
(قُدّامَ الوجْهِ العاشقِ نهرُ الجدْبِ)
الشعرُ الفاحمُ فوقَ العُنُقِ كطوْقٍ ذهَبِيٍّ
كمْ أتمنّى أنْ ألمسَهُ
أتأبّى ،
أتصَنَّعُ بعضَ الجَدِّ
(وقوراً كانَ المظهرُ)
تبتعدينَ ..
فأين أغاريدُكِ يا خِصبةُ ؟
(لا ، لمْ تعُدِ الشمسُ ردائي
لا ، لمْ يأْتِ القمرُ)
تغيبينَ ..
ثماري مُلقاةٌ في الطُّرقاتِ
(الخيبةُ للرحلةِ)
أعوامي ظلّتْ تُروى بدماءِ القلبِ
السفُنُ المُغبرّةُ ترجعُ
والبحّارةُ يتمنُّونَ العودةَ
والموّالُ الأخضرُ يتحشرجُ في القلْبِ
يودُّ البحَّارةُ أنْ يرتفِعَ اللحْنُ
التمثالُ المصنوعُ من القشِّ هوى
نبْضاتُ القلبِ كرجْعِ الموتى
الدُّنيا دائرةٌ ..
نصفُ القطْرِ يضيقُ
يجفُّ النهرُ ..
فيصمتُ عاشِقُكِ الصَّبّْ !
*
هأنذا أنسى التجربةَ المرّةَ
والطوفانْ
المقبرةُ المُغلقةُ على الموْتى
هلْ تُفتحُ ثانيةً
تخرجُ منها الجثَّةُ
تتنفَّسُ في اطْمئنانْ
ومتى البدْءُ ؟
فما أُبصِرُهُ قبْضُ الريحِ
عقيمٌ
تبتعدينَ
فلا تُقبلُ إلا الخيبةُ والأحزانْ